الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة وفاة أيقونة السينما بريجيت باردو عن 91 عاما

نشر في  28 ديسمبر 2025  (10:16)

توفيت بريجيت باردو، إحدى أبرز رموز السينما والثقافة الفرنسية، عن عمر 91 عامًا، كما أعلنت مؤسستها، اليوم الأحد، وذلك بعد مسيرة فنية وإنسانية استثنائية جعلتها إحدى أكثر الشخصيات تأثيراً وإثارة للجدل في تاريخ السينما الفرنسية.

من الممثلة الحسّاسة التي كانت تُلهب قاعات السينما، إلى المرأة المتقدمة في السن التي أثارت الجدل بتصريحاتها، مرورًا بالمناضلة الشرسة في الدفاع عن الحيوانات، استطاعت بريجيت باردو أن تثير الإعجاب بقدر ما أثارت الاستفزاز.

اشتهرت باردو، التي عُرفت عالمياً بالأحرف الأولى من اسمها “BB”، بكونها رمزاً للتحرر النسوي والحرية الجنسية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، قبل أن تعتزل التمثيل في أوج شهرتها وتتفرغ للدفاع عن حقوق الحيوانات، لتصبح من أبرز الناشطين في هذا المجال على المستوى الدولي.

وُلدت عام 1934 ونشأت في بيئة صارمة، وبدأت مسيرتها الفنية كراقصة باليه قبل أن تفتح لها السينما أبوابها في مطلع الخمسينيات. جاءت شهرتها العالمية عام 1956 مع فيلم “وخلق الله المرأة” للمخرج روجيه فاديم، الذي أثار ضجة واسعة ورسّخ صورتها كنجمة جريئة ومختلفة.

على مدى نحو خمسة عشر عاماً، فرضت بريجيت باردو نفسها كالممثلة الأكثر شهرة في العالم، وشاركت في أعمال خالدة مثل “الحقيقة”  لهنري-جورج كلوزو، و“الازدراء” لجان-لوك غودار، و“فيفا ماريا!” إلى جانب جان مورو.

كما أصبحت رمزاً وطنياً في فرنسا، واختير وجهها لتمثيل “ماريان” رمز الجمهورية الفرنسية.

إلى جانب التمثيل، خاضت باردو تجربة الغناء بالتعاون مع سيرج غينسبورغ، وقدّمت مجموعة من الأغاني أصبحت من كلاسيكيات الأغنية الفرنسية، من بينها “هارلي ديفيدسون” و“بوني وكلايد” و“لا مادراغ”.

في عام 1975، اتخذت قراراً نهائياً باعتزال السينما، معتبرة أن الشهرة لم تعد تناسبها. وكرّست حياتها لاحقاً للدفاع عن الحيوانات، فأسست عام 1986 مؤسسة بريجيت باردو، وقادت حملات ضد صيد الفقمات، والتخلي عن الحيوانات الأليفة، وضد ارتداء الفرو.

غير أن الأعوام الأخيرة من حياتها شهدت جدلاً واسعاً بسبب مواقفها السياسية وتصريحاتها المتطرفة، إذ أُدينت قضائياً بسبب كتابات وتصريحات وُصفت بالعنصرية والمعادية للأقليات، ما أثّر على صورتها العامة وغطّى جزئياً على إرثها الفني.

في آخر ظهور إعلامي لها هذا العام من منزلها في “سان تروبيه”، أكدت باردو أنها لا تخشى الموت، معتبرة أن الحياة المعاصرة جعلت منه “خلاصاً” أكثر منه نهاية.

برحيلها، اليوم، تطوي فرنسا صفحة شخصية استثنائية جمعت بين المجد السينمائي، والنضال من أجل الحيوانات، والجدل السياسي الحاد، لتبقى بريجيت باردو إحدى أكثر أيقونات القرن العشرين حضوراً وتأثيراً.